الخميس، 21 نوفمبر 2024

Cyrus the Great: founder of the great Persian Empire

كورش الأكبر: مؤسس الإمبراطورية الفارسية العظيمة

Books, Library, Reading image

وفى وسط القرن السادس قبل الميلاد ، ظهر الملك الملقب كورش الأكبر ، ونهض بقومه الفرس وأخضع الميديين بعد أن استولى على الفرس ، وأصبح امبراطور على هذه الأقاليم الثلاثة وهي فارس وميديا وعيلام ، ووضع أساس دولة الكيانين المشهورة، وقد نرى في هذه الفترة في الجانب الآخر تحالفت مملكة بابل ومصر ولديا ، على هذا الفاتح العظيم ، ولكن كورش الأكبر كان قويا جدا ، وقد توغل بجيشه وضم إلى مملكته ، بلاد مستعره الأعريق التى كانت على شواطئ آسيا الصغرى ثم فتح بخارى ومر وديار الأفغان ، وقد زحف بجیشه حتى وصل إلى كابل ، وخضعت له هذه البلاد سنة 538 ق ، م ، وكذلك انقرضت على يد هذا الفاتح المملكة الكلدانية بعد أن دامت 83 عاما . (على ظريف الأعظمي، تاريخ الدولة الفارسية في العراق، ص11)

كورش والبابليون:

دخل كورش مدينة بابل ، واستقبل أهلها بكل ترحاب وحفاوة وتجاوبهم فى هذا الأمر ، وعطف عليهم ورأف بهم وتقدمت المدينة تحت قيادته ، واتخذ لنفسه ملك بابل ، وصارت المدن عامرة زاهرة وعرف اصطلاحات جديدة .

ولما مات كورش الفاتح العظيم والسياسي الكبير، واستخلف قبل وفاته أحدا منه قواده ، وقد ترك خلفه دولة كيانية فارسية عظيمة .

ولما تولى ابنه العرش "قميز" وكان مشى على سيرة والده حيث عامل مع البابليين معاملة حسنة ولذلك أحبوه كما أحبوا والده ، ولم يقصروا فى احترامه وعزته ، ولما مات "قميز" حين عودته من مصر ، اضطربت الدولة الفارسية وكثرت فيها الفتن الداخلية ، ومن هنا وجد البابليون الفرصة و ثاورا على الفرس الذين فى بلادهم فبدؤا يقتلونهم ، وظهر على العرش بنوكد نصر الثالث وأعلن عن حكومته ، ولم تمتد حكومته غير سنتين حتى اجمتع الفرس مرة أخرى ، وهجموا على بابل مرة أخرى . (على ظريف الأعظمي، تاريخ الدولة الفارسية في العراق، ص16)

دارا الأول:

وقد هجم دار على بابل ، ولم يلبث أن تخضع هذه البلاد كلها لدارا الأول ، وبعد أن نظم شؤون البلاد ولى عليها حاكما عاما ، "زوبيروس" ورجعت الأمور كما كانت في عهد كورش واشتغل العراقيون بالتجارة والزراعة وازدادت ثروة بلادهم ، وعاشوا بحبوحة من الأمن والسعادة .

ثورة البابلين الثانية:

مات دارا الأول فجاء على العرش ابنه سرخس الأول ، وفى أول الأمر ، قبله البابليون ثم ثاروا عليه وقتلوا حاكمهم الفارسي، وأعلنوا استقلالهم ، ثم جاء سرخس وهو الذى جهز جيشا كثيفا بقيادة مغابيروس ، وقد انتصر عليهم بعد حروب كثيرة واستولى على عاصمتهم بابل وأخضع أهلها ، وقد توالى على العرش بعده أردشير الأول ، ثم دارا الثاني والثالث ، وأردشير الثالث ، ثم جاء الأول حتى انقرضت الدولة الكيانية الفارسية وحل محلها الدولة اليونانية . (على ظريف الأعظمي، تاريخ الدولة الفارسية في العراق، ص16)

الدولة اليونانية:

لم يخرج العراقيون من الاستعمار الفارسي حتى غزا الاسكندر المقدوني على ممكلة الفرس فى زمن دارا الثالث ، وكانت الأوضاع غير مستقرة ، والأحوال مضطربة، وقد زاد الطين بلة إذ أن الملك لم يكن ذا كفاءة وقدرة كما ليس مؤهلا بهذا المنصب فانهارت هذه الدولة أمام الغزو اليوناني، فى المعارك الثلاثة المشهورة المندلعة، كوقعة الغرانيق سنة 33٤م ، وموقعة اسوس سنة 333م، ومعركة أربيلا سنة 331 م. (الدكتور شوقي أبو خليل،الحضارة العربية الإسلامية الطبعة الأولى، مصر: دار الفكر المعاصر، 199٤م، ص ٦٦)

وهكذا تم الفتح بأكمل وجه للاسكندر واستولى عليها بعد فتح العراق ، ومحى تلك الدولة من عالم الوجود ، وانتهت الدولة الكيانية الفارسية العظيمة المجد المترامية الأطراف ، فظلت العراق تحت حكم الاسكندر ثم انتقل إلى خلفائه السلوقين وكانت مدة حكم اليونان فى العراق (2.5 ) سنوات ، من 12٦ ـ 331 ق . م .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot