الجمعة، 27 سبتمبر 2024

Prophet’s Letters to the Conquest of Persia

العلاقة بين العرب والفرس: من رسائل النبي إلى فتح فارس


(The Relationship between Arabs and Persians: From the Prophet’s Letters to the Conquest of Persia)

The three wise men traveling on camels

 ظهر الإسلام كقوة محورية ربطت العرب بالفرس، وكانت البداية مع النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة عندما أرسل رسائله إلى الملوك والزعماء، داعيًا إياهم للدخول في الإسلام. وقد بعث عبد الله بن حذافة السهمي برسالة إلى كسرى برويز، وتعددت الروايات حول هوية المرسل، فقيل إنه شقيقه خنيس أو خارجة، أو ربما كان شجاع بن وهب، لكن الأرجح هو أن عبد الله السهمي كان المبعوث.

وقد جاء في السيرة أن عبد الله بن حذافة ذهب إلى باب كسرى وطلب الإذن بالدخول، وعندما وصل إليه، قدم له رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. فتح كسرى الرسالة وقرأ جزءًا منها، ثم غضب عندما رأى أن اسم النبي سبق اسمه، فمزق الرسالة على الفور قبل أن يطلع على محتواها بالكامل، وأمر بإخراج عبد الله من القصر. رغم الغضب، عاد كسرى بعد ذلك ليرسل طلبًا باستدعائه، ولكن كان عبد الله قد عاد إلى النبي وأخبره بما جرى، فقال النبي: "مزق كسرى ملكه".

وفي تطور لاحق، أرسل كسرى أمرًا إلى باذان والي اليمن يطلب منه إرسال رسولين لإحضار النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث باذان نابوه وخر خسره إلى المدينة. استقبلهم النبي وأمرهم بالانتظار حتى اليوم التالي، وعندما جاءه الوحي بأن كسرى قتل على يد ابنه شيرويه، أخبرهم بذلك وأمرهم بإبلاغ باذان بأن يسلم، فإن فعل سيبقيه في منصبه. عاد الرسولان إلى باذان، الذي أسلم بعد وصوله خبر مقتل كسرى، وتبعه في الإسلام عدد من الفرس.

في تلك الحقبة، لمع نجم شخصيات فارسية أخرى، مثل سلمان الفارسي، الذي كان من مجوس أصفهان قبل أن يؤخذ عبدًا ويباع في المدينة، حيث تعرف على النبي وأسلم. كان سلمان رجلًا ذا بصيرة ونصيب من العلم، وقد لعب دورًا محوريًا في غزوة الأحزاب عندما أشار على النبي بحفر الخندق حول المدينة، وشارك بنفسه في الحفر، متفانيًا في العمل، حتى أن الصحابة تنازعوا في من ينتمي إليه: المهاجرون قالوا إنه منهم، والأنصار قالوا إنه منهم أيضًا.

وقد تميز سلمان الفارسي برؤيته الثاقبة ومعرفته الهندسية، وكان يتحدث الفارسية في بعض المواقف، كما حدث حين قدم للنبي تمرًا وقال بالفرسية: "أين یکی" أي "هذه واحدة"، وأعاد تقديم المزيد قائلًا: "أين دوتا" أي "وهذه الثانية".

وفي ذلك الزمن، كان المسلمون يتهيؤون لنشر الإسلام خارج الجزيرة العربية، وكانت غزوة فارس من أبرز التحديات التي واجهوها. كان المثنى بن حارثة من الصحابة الذين حملوا راية الدعوة للجهاد ضد الفرس، وكان له دور كبير في فتح مناطق عدة.

وقد برز المثنى بن حارثة كقائد شجاع، أخذ على عاتقه مهمة مواجهة القوة الفارسية التي كانت تُعتبر في ذلك الوقت لا تُقهر. ورغم هيبة الفرس وصعوبة اختراق ممالكهم، أصر المثنى على القتال ونجح في تحقيق انتصارات مهمة على أطراف بلاد الفرس، مما فتح الباب أمام المسلمين للقيام بحملات أوسع.

وفي إحدى المرات، يُروى أن كسرى خرج للصيد ورأى حمارًا وحشيًا، فطارده بعيدًا عن معسكره حتى ابتعد عن رجاله ووجد نفسه في صحراء قاحلة. عندها، التفت الحمار الوحشي إلى كسرى وقال له: "يا يزدجرد، آمِن بربك ولا تكفر، حتى لا يُزال ملكك." فزع كسرى وعاد إلى قصره منكسراً وحزيناً، واستدعى كبار مستشاريه وأخبرهم بما حدث. فقالوا له: "يا أيها الملك، ما نعتقد إلا أن هناك خطرًا يأتيك من العرب الذين نزلوا بقرب حدودك"، وكانوا يقصدون المثنى بن حارثة وجيشه.

وفي هذه الأثناء، كان المثنى قد رأى رؤيا في المنام أن رجلًا يحمل لواءً قد جاء إليه وقال: "هذا هو ذل أهل فارس، قد حان وقت زوال ملكهم وتشتت شملهم. امضِ واستنصر عمر." وعندما أخبر المثنى بني قومه بما رأى، فرحوا وقالوا له إن رؤياه صادقة، فنصحه أقرباؤه بالسير إلى المدينة واللقاء بالخليفة عمر بن الخطاب لطلب الدعم.

وبالفعل، توجه المثنى إلى المدينة، والتقى بعمر بن الخطاب الذي كان معروفًا بحنكته القيادية وحرصه على نصرة الإسلام في جميع أرجاء المعمورة. وبعد أن استمع عمر إلى المثنى وأخبره بما رأى، قرر الخليفة أن يرسل تعزيزات للمسلمين الذين كانوا يقاتلون على حدود فارس. وهكذا، بدأ المسلمون تحت قيادة المثنى وعدد من الصحابة أمثال خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص في توجيه ضربات حاسمة للإمبراطورية الفارسية.

وبدأت المعارك الكبرى تتوالى، من أبرزها معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص ضد الفرس، والتي شهدت انتصارًا كبيرًا للمسلمين وأدت إلى سقوط الإمبراطورية الساسانية بشكل نهائي. وقد أسهم المثنى بن حارثة إسهامًا كبيرًا في تلك الانتصارات، حتى أصبح اسمه رمزًا للشجاعة والتضحية في سبيل نشر رسالة الإسلام.

ومع انتهاء حكم كسرى واندحار الفرس، بدأت مرحلة جديدة من التاريخ الإسلامي، حيث أصبحت تلك الأراضي تحت راية الإسلام، وانتشر الإسلام فيها بسرعة. دخل العديد من الفرس في الإسلام، وبدأت حضارتهم تمتزج بالحضارة الإسلامية، مما أدى إلى نهضة ثقافية وعلمية كانت لها آثار بعيدة المدى على التاريخ الإسلامي والعالمي.

وفي هذه الحقبة، أسهم العلماء الفرس بشكل كبير في بناء صرح الحضارة الإسلامية، في مختلف العلوم والفنون، حتى أضحت بغداد في عصر العباسيين مركزًا للعلم والمعرفة.

وقد برز المثنى بن حارثة كقائد شجاع، أخذ على عاتقه مهمة مواجهة القوة الفارسية التي كانت تُعتبر في ذلك الوقت لا تُقهر. ورغم هيبة الفرس وصعوبة اختراق ممالكهم، أصر المثنى على القتال ونجح في تحقيق انتصارات مهمة على أطراف بلاد الفرس، مما فتح الباب أمام المسلمين للقيام بحملات أوسع.

وفي إحدى المرات، يُروى أن كسرى خرج للصيد ورأى حمارًا وحشيًا، فطارده بعيدًا عن معسكره حتى ابتعد عن رجاله ووجد نفسه في صحراء قاحلة. عندها، التفت الحمار الوحشي إلى كسرى وقال له: "يا يزدجرد، آمِن بربك ولا تكفر، حتى لا يُزال ملكك." فزع كسرى وعاد إلى قصره منكسراً وحزيناً، واستدعى كبار مستشاريه وأخبرهم بما حدث. فقالوا له: "يا أيها الملك، ما نعتقد إلا أن هناك خطرًا يأتيك من العرب الذين نزلوا بقرب حدودك"، وكانوا يقصدون المثنى بن حارثة وجيشه.

وفي هذه الأثناء، كان المثنى قد رأى رؤيا في المنام أن رجلًا يحمل لواءً قد جاء إليه وقال: "هذا هو ذل أهل فارس، قد حان وقت زوال ملكهم وتشتت شملهم. امضِ واستنصر عمر." وعندما أخبر المثنى بني قومه بما رأى، فرحوا وقالوا له إن رؤياه صادقة، فنصحه أقرباؤه بالسير إلى المدينة واللقاء بالخليفة عمر بن الخطاب لطلب الدعم.

وبالفعل، توجه المثنى إلى المدينة، والتقى بعمر بن الخطاب الذي كان معروفًا بحنكته القيادية وحرصه على نصرة الإسلام في جميع أرجاء المعمورة. وبعد أن استمع عمر إلى المثنى وأخبره بما رأى، قرر الخليفة أن يرسل تعزيزات للمسلمين الذين كانوا يقاتلون على حدود فارس. وهكذا، بدأ المسلمون تحت قيادة المثنى وعدد من الصحابة أمثال خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص في توجيه ضربات حاسمة للإمبراطورية الفارسية.

وبدأت المعارك الكبرى تتوالى، من أبرزها معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص ضد الفرس، والتي شهدت انتصارًا كبيرًا للمسلمين وأدت إلى سقوط الإمبراطورية الساسانية بشكل نهائي. وقد أسهم المثنى بن حارثة إسهامًا كبيرًا في تلك الانتصارات، حتى أصبح اسمه رمزًا للشجاعة والتضحية في سبيل نشر رسالة الإسلام.

ومع انتهاء حكم كسرى واندحار الفرس، بدأت مرحلة جديدة من التاريخ الإسلامي، حيث أصبحت تلك الأراضي تحت راية الإسلام، وانتشر الإسلام فيها بسرعة. دخل العديد من الفرس في الإسلام، وبدأت حضارتهم تمتزج بالحضارة الإسلامية، مما أدى إلى نهضة ثقافية وعلمية كانت لها آثار بعيدة المدى على التاريخ الإسلامي والعالمي.

وفي هذه الحقبة، أسهم العلماء الفرس بشكل كبير في بناء صرح الحضارة الإسلامية، في مختلف العلوم والفنون، حتى أضحت بغداد في عصر العباسيين مركزًا للعلم والمعرفة.

ثم أورد الكاتب بيتًا من الشعر لتلخيص المعنى وتوضيحه قائلًا: "إذا وضعت حجرًا من الكلب الجائع في الفم، حسبه خبزًا يأكله فتقدم" (البلاذري، فتوح البلدان، القاهرة: 1932م، ص 374).

وتصدى باحث آخر لتحليل أسباب انهيار الفرس أمام العرب، فقال: إن المجتمع الفارسي في زمن الفتوحات العربية كان يتهاوى تحت وطأة الفوضى والفساد الذي تفشى في أركانه السياسية والعسكرية والدينية، مما مهد الطريق لسقوط الإمبراطورية الساسانية وزوالها (السخاوي، الإعلام بالتوبيح لمن ذم التاريخ، دمشق، 1349، ص 81).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot