الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

Persian Civilization Through Time

الحضارة الفارسية عبر الزمن


civilization, historical city

ترتفع جذور الحضارة الفارسية إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، عندما استوطن الفرس في جنوب إيران. وفي منتصف القرن السادس قبل الميلاد، هزموا الميديين وأسّسوا إمبراطورية شاسعة، لكنها انهارت تحت وطأة غزو الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد. ثم بزغت الإمبراطورية الساسانية (224-642م) التي انهارت هي الأخرى بعد الفتح العربي. امتاز الفرس ببناء الطرقات وتنظيم البريد بشكل فعال، واشتهروا بصناعة الطوب المزخرف بالمينا، كما أبدعوا في العمارة والنحت، وخاصة النحت المجنح للثيران. إضافة إلى ذلك، تركوا أدبًا ثريًا تُرجمت مجموعة كبيرة من نماذجه إلى العربية بعد الفتح الإسلامي، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحضارة الفارسية جزءًا لا يتجزأ من الحضارة الإسلامية.

الوضع الأخلاقي:

كسری يزد جرد الثاني تزوج من ابنته، وفي زمنه تفاقمت الانحلالات الأخلاقية إلى أن وصلت إلى مستوى الزواج بالمحارم. تزوج البعض من أخواتهم أو حتى من أمهاتهم، وهي ممارسة مستنكرة في معظم المجتمعات آنذاك. في عهد قباذ، برز شخص يُصنّف بين الفلاسفة، لكنه في الحقيقة كان كارثة على الفرس؛ دعا هذا الرجل إلى المساواة الشاملة، لكنّه لم يكن يقصد الحقوق والواجبات، بل دعا إلى اشتراك الناس في الأموال والنساء، مما جعل دعوته تشبه الاشتراكية الفاسدة.

أصبحت هذه الدعوة دينًا، وعمّ الفساد الأخلاقي. الرجل القوي كان يستولي على ممتلكات الضعيف وزوجته دون أي اعتراض، وفُقد الاحترام للملكية الخاصة، ما جعل الناس يتوقفون عن العمل لعدم استفادتهم من تعبهم. السرقات زادت بشكل كبير، وكان الملوك يدعمون هذا الفساد حتى تفشى بين الجميع.

الوضع الاجتماعي:

كان تقديس الأکاسرة من سمات المجتمع الفارسي. كان الناس يعتقدون أن دماءً إلهية تجري في عروقهم، وكانوا يرونهم فوق البشر والقوانين. عند لقاء الملك، كان الرجل يسجد له ولا يقوم حتى يؤذن له بذلك. الأقرب للملك كانوا الكهنة والأمراء والوزراء، وكانوا يتواجدون على مسافة عشرة أمتار منه. عندما يدخلون على الملك، كانوا يضعون قطعة قماش على أفواههم كي لا يلوثوا المكان بأنفاسهم. هذا التقديس المفرط للملوك كان يعكس النظام الطبقي القاسي الذي ساد المجتمع الفارسي، والذي كان مقسمًا إلى سبع طبقات:

  1. طبقة الأكاسرة: وهي الأعلى مقامًا.
  2. طبقة الأشراف: سبع عائلات تتناقل الشرف دون سواها.
  3. طبقة رجال الدين.
  4. طبقة القادة العسكريين.
  5. طبقة المثقفين: من الكُتاب، والأطباء، والشعراء.
  6. طبقة الدهاقين: رؤساء القرى وجامعو الضرائب.

(ج)  الأحوال السیاسیة:

کان للملک فی فارس مقتصرا علی بیت واحد فقط هو البیت الساسانی، فاداتم

یجدوا رجلا یولونه علیهم من آل ساسان ولو أمرهم طفلا صغیرا کما فعلوا مع (ازد شیربن شیرویه) سبع سنوات، وان لم یدوا طفلا ولو أمرهم امرأة کما حدث مع بوران بنت کسری.

الأحوال الدینیة:

وهو الذی دعا إلی تقدیس النار، قال: إن نور الإلٰه کانت الدیانة السائدة فی فارس هی عبادة النار، وهی دیانة زرادشت یسطع فی کل ما هو مشرق ملتهب، وحرم الأعمال التی تتطلب نارا، فاکتفی بالزراعة والتجارة فقط ولما کانت النار لا توحی إلی عبادها بشریعة، ولا تضع لهم منهاجا، فقد شرع الناس لأنفسهم حسبما ترید أهواؤهم وعمّ الفساد کلی شیءٍ فی فارس.

یذکر المؤرخ الفرنسی (رینو) حال أورباقبل الاسلام فیقول: طفحت أوربافی ذلک الزمان بالعیوب والآثام، وهربت من بیته النظافة والعنایة بالإنسان والمکان، وزخرت بالجهل والفوضی والتأخر، وشیوع الظلم والضطهاد وفشت فیها الام.

ویصف مؤرخ أندلسی اسمه (صاعد) (توفی فی القرن الخامس الهجری عام ٤٦۲ه فی طلیطلة) ألف کتاب (طبقات الأمم) یذکر فیه أحوال البلاد فی زمانه فیضف فیه حال البلاد الشمالیة فی أوربا (أی اسکندنافیا): الدنمارک والسوید والنرویج وفنلندا قال: أشبه بالبهائم منهم بالناس، وقد یکون ذلک من إفراط بعد الشمس عن رؤوسهم، فصارت لذلک أمرجتهم باردة، وأخلاقهم فجة ردیئة، وقد انسدلت شعورهم علی وجوههم، وعرموا دقة الافهام وغلب علیهم الجهل والبلادة وفشت فیهم الغباوة وهذا هو الرّحّالة الأندلسی (إبراهیم الرطوشی) یصف أهل (جلیقیة) فی شمال إسبانیا بأنهم أهل غدر ودنائة أخلاق، لا یتنظّفون ولا یغتسلون فی العام إلامرّة أو مرّتین بالماء البارد، ولا یغسلون ثیابهم منذیلبسونها إلی أن تنقطع، ویزعمون أن الوسخ الذي یعلوهم من عرقهم تصح به أبدانهم (ولست أدری کیف کانوا یتحملون رائحة أنفسهم ومن حولهم) وثیابهم أفیق الثیاب، هی فرجة مفتحة یبدو منها أکثر ابدانهم. قارن بین هذا وبین دین یأمر بالوضوء خمس مرات فی الیوم، وبالاغتسال بالجنابة ویوم الجمعة، وفی الأعیاد، ویأمر باجتناب صلاة الجماعة، وهی من أشرف العبادات إذا کنت آکلا لبصل أو ثوم.

ویروی ابن فضلان الرّحّالة المسلم فی القرن الرابع الهجری ما شاهده بنفسه من موت أحد السادة فی أوربا، فجاء وا بجاریته لتموت معه، فشربت الخمر ورقصت، وقامت بطقوس معینة، ثم قیدوها بالحبال من رقبتها ثم أقبلت امرأة عجوز یسمونها: ملک الموت وبیدها خنجر کبیر، ثم أخذت تطعنها فی صدرها بین الضلوع فی أکثر من موضع، والرجال یخنقونها بالحبل حتی ماتت، ثم أحرقوها ووضعوها مع سیدها المیت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot