الحضارة الإسلامية العربية
هذا البحث المتواضع وضع لتتبع تأثيرات الثقافات الأجنبية والحضارات العالمية كالفارسية واليونانية والهندية على الحضارة العربية والإسلامية إلى الفترة العباسية - دراسة فنية- من الناحية السياسية والاجتماعية والموضوعية فضلا عن العقيدة والمذهب.
لقد
ساقني إلى هذه الدراسة الفنية المختلفة الجوانب الدعاية المزيفة بأن الحضارة
الإسلامية العربية لم تكن إلا تطور أو رؤية جديدة لهذه الحضارات القديمة، أو قالب
جديد مستمد من جذور وأصول هذه الحضارات، بينما الحضارة الإسلامية حضارة سماوية
إلهية أبدية الأصول والقوانين وسرمدية التعاليم والقيم، محيطة بجيمع الجوانب
الإنسانية عالية ونازلة بسيطة وعظيمة ومهدا ولحدا، ولم يكن التقليد فيها إلا لتلك
القوانين والأصول التى خلفها الأنبياء في فترة من فترات التاريخية وبقيت آثارها لم
تمح ولم تزل.
حاول
البحث أن يسير في هذه الدارسة سيرا منهجيا، إذ تعرض الباب الأول لـ"ـتأثر
الأدب العربي بالأدب الفارسي"، وقد تناولت فيه الحضارة الفارسية عقيدة وسياسة
واجتماعا وآثارها لغة وموضوعا وفكرا في الأدب العربي والحضارة العربية الإسلامية.
وقد
تدرج الفصل الثاني إلى دراسة "تأثر الأدب العربي بالحضارة اليونانية"
حيث تضمن هذا البحث كالباب الأول دراسة الحضارة اليونانية عقيدة وسياسة واجتماعا
وآثارها لغة وموضوعا وفكرا في الأدب العربي والحضارة العربية الإسلامية، ثم وصل
إلى الحركة العلمية والأدبية حيث وقف وفقة متأنية أمام تلك المساهمات والانتاجات
الفنية في مجال الفلسفة والطب والكيمياء والأجرام الفلكية التى أخذته الحضارة
العربية عنها عبر الترجمة والنقل ثم التسابق بالإبداع والخلق الجديد في هذه الحقول
والمجالات.
ويمضي
الفصل الثالث على نفس الغرار حيث تصدى البحث فيه لتأثير الأدب العربي بالأدب
الهندي كالبابي الأول والثاني، ثم تركزت الدراسة على نفس العناوين والاستجلاء على
المساهمات الرائعة والحظوظ القيمة على تطور الحركة العلمية والأدبية عن طرق
الترجمة والنقل ثم مجهوادات عباقرة العرب في الإبداع والخلق وإحراز قصب السبق في
كل ميدان من هذه الميادين حتى سادت الحضارة العربية العالم كله بلا نزاع وصراع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق